كيف هزم فرانشيسكو أتشيربي السرطان؟.. قصة ملهمة في الملاعب

كيف هزم فرانشيسكو أتشيربي السرطان؟.. قصة ملهمة في الملاعب

كيف هزم فرانشيسكو أتشيربي السرطان؟ قبل هدفه القاتل في مرمى برشلونة، واجه أتشيربي السرطان، وتغلب عليه مرتين.

المرض لم ينتهِ بتأثيره السلبي فقط، بل غيّر حياة المدافع الإيطالي ومنحه دافعًا لمواصلة مسيرته الرياضية.

هكذا عاد أتشيربي إلى الملاعب سريعًا، وانضم إلى منتخب إيطاليا، رغم أن كثيرين توقعوا اعتزاله مبكرًا.

اللاعب لم يرَ في المرض لعنة، بل يعتبره سببًا في إنقاذه من الضياع، لأنه أعاد ترتيب أولوياته.

وقد سجل أتشيربي هدفًا حاسمًا في لقاء إنتر وبرشلونة، بعدما تقدم للهجوم بشكل مفاجئ في اللحظات الأخيرة.

هدفه عادل النتيجة 3-3، فذهبت المباراة إلى الأشواط الإضافية، ليفوز إنتر 4-3 ويتأهل إلى النهائي.

المدرب إنزاجي يعلّق على قرار أتشيربي المفاجئ

سيموني إنزاجي مدرب إنتر ميلان قال: «أتشيربي تقدم للهجوم بقراره الشخصي، ولم أمانع لأنه لم يكن لدينا ما نخسره».

وأضاف المدرب أنه يقدم أداءً دفاعيًا مذهلاً، لكنه هذه المرة منحهم هدفًا قد يكون الأهم في الموسم. هكذا أثبت أتشيربي أنّ الخبرة والثقة تصنع الفارق.

المدافع لعب في ميلان وساسولو ولاتسيو، لكنه واجه أول صدمة كبيرة حين اكتشف إصابته بالسرطان عام 2013.

الإصابة ظهرت خلال كشف روتيني مع ساسولو، ليخضع لجراحة عاجلة لإزالة الورم ويعود سريعًا للملاعب.

لكن الخبر السيئ عاد لاحقًا، إذ كشف اختبار منشطات عن عودة السرطان، مما اضطره للعلاج الكيميائي.

عودة أتشيربي القوية واستدعاء المنتخب

بعد إعلان شفائه في 2014، استدعي أتشيربي لمنتخب إيطاليا من المدرب أنطونيو كونتي في نوفمبر من العام ذاته.

قال له كونتي: «استدعيتك لأنّك تستحق فنيًا، لا كمكافأة على صراعك مع المرض، وهذه رسالة لا تُنسى».

هكذا استعاد المدافع احترامه لنفسه وشغفه باللعب، بعدما كاد يفقدهما تمامًا في بداياته.

في 2016، حلم بالمشاركة في يورو فرنسا، والزواج من صديقته سيرينا، لكن الحلم لم يكتمل. وفشل في الانضمام لتشكيلة البطولة، وانتهت علاقته بسيرينا.

ومنذ عام 2020 يعيش مع كلوديا حياة مستقرة، ولديهما طفلان، ما جعله أكثر اتزانًا نفسيًا.

أتشيربي: السرطان علّمني أن أكون رجلًا

يحكي أتشيربي عن تجربته قائلاً: «المرض علمني الرجولة، وأعاد لي المعنى الحقيقي للحياة واللعب».

وأضاف: «كنت ألعب من أجل والدي، الذي أولاني اهتمامًا زائدًا، وأثر ذلك على علاقتي باللعبة».

لكن بوفاة والده، شعر أتشيربي أنه فقد دافعه، ولم يعد يجد هدفًا حقيقيًا يجعله يستمر في اللعب.

حلمه تحقق بالانضمام إلى ميلان، ناديه المفضل، حيث نال القميص رقم 13 بعد رحيل نيستا، لكنه لم يُقدّره.

واجه مشاكل في حياته الشخصية، وفشل النادي في منعه من الانغماس في حياة الليل والكحول. وقال: لم أحترم نفسي، ولا المهنة، وفقدت السيطرة».

المرض غيّر أتشيربي وأعاد بناء مسيرته

انتقل لاحقًا إلى جنوى، ثم عاد إلى كييفو، وهناك بدأت مرحلة الصحوة التي غيرت مجرى حياته.

أتشيربي أكد أنّ اكتشاف السرطان للمرة الثانية أعاد إليه كل شيء فقده، من دافع واحترام للذات.

وقال: «لولا المرض، لكنت ألعب الآن في الدرجة الثانية، وربما كنت اعتزلت منذ سنوات».

اليوم، في عمر 37 عاماً، يستعد أتشيربي لتعويض خسارة نهائي دوري الأبطال أمام مانشستر سيتي قبل عامين.

سيلتقي إنتر ميلان باريس سان جيرمان، هكذا تبقى قصة أتشيربي ملهمة، لأنّه هزم مرضًا قاتلًا، وواجه الحياة بشجاعة لم تنكسر.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *